بداية أثر: التجربة أفضل ما في الحياة، جرب وافشل مرة وانجح مرة أخري، ابحث عن شغفك واسعى في طريق تحقيقه، لا تخف من مواجهه العقبات أو الفشل فهذا يعطيك دافع للإستمرار والنجاح بقوة.
«أدهم كرم» في الحادي والعشرين من عمره، من أبناء محافظة القاهرة. يدرس علوم الكمبيوتر في جامعة الأقصر.
يعمل "أدهم" بمجال التصميم والعمل الحر منذ أربع سنوات.
بداية العمل الحر كانت من تطوع في أماكن عدة، وأي عمل كان يأتي من دائرة علاقاته وهذا من عام ٢٠١٦م عندما كان في الصف الثاني الثانوي. يحب تجربة الكثير فمن هواياته الخيل والرماية والجري والسباحة، في مجال العمل يحب التصوير وكتابة المحتوى، وبسبب حبه للكلام والتعبير عن النفس بدأ التدوين الصوتي لأنه يعتمد على الكلام. ولأنه يرى أهمية ترك أثر ومساعدة الناس فعمل على تجميع ما يملك من مهارات لمساعدة الناس.
بدأت الرحلة منذ كان في الثامنة من عمره لأن والده كان مهندس كمبيوتر فكانت تجربته مع الكمبيوتر مبكراً، في بداية المرحلة الإعدادية بدأ بمعرفة البحث ومعرفة المواقع وكانت بداية الإنفتاح على العالم، خلال الصف الثاني الإعدادي بدأ بتجربة كتابة المحتوى وتصوير الفيديو ولكن كان يقوم بذلك دون إدراك ماذا يفعل، فكان ينشئ فيديوهات يوتيوب بالخبرة القليلة التي يملكها وكان يفعل هذا لحبه لفكرة إنشاء فيديو. في خلال الفترة من الصف الثاني الإعدادي إلى الصف الثاني الثانوي، قام بتجربة الكثير من الأشياء ولكن كانت تفشل وهذا لا يهمه فكل ما يهمه هو حبه لما يفعل. في الصف الثاني الثانوي بدأ بتعلم التصميم، وعمل على مساعدة الطلاب على تعلمه، واكتشف حبه للسفر قبل بدء الدراسة. في الصف الثالث الثانوي، فكان أول سفر له لدمياط وكانت تجربة رائعة له لأنه كان لا يعرف غير المنطقة المحيطة به، وقام بإستغلال الإجازة بالسفر والتطوع في أماكن مختلفة مثل جمعية بداية، وجمعية إحياء بتركيا. بعد إنتهاء المرحلة الثانوية، كان هناك تشتت كبير بين إختيار الكلية، وقرر الدخول فنون تطبيقية ولكن التنسيق لم يحالفه، فجاءت له كلية حاسبات بجامعة الأقصر وقد كان هناك رفض من الأهل و لحبه للسفر ووجوده مع صديقة فأصر على الدخول، وعند الإستقرار بدأ بالعودة للبحث عن عمل وفرص لتحقيق حلمه، تحدث مع أحد الأشخاص الذي لديهم خبره بمجال العمل والذي اقترح عليه الذهاب إلى المحلات والبحث، فأحد الأماكن كان لصاحب شركة حيث بدأ العمل معه واستمر بها ستة أشهر وتعلم خلال هذه الفترة كيفية العمل تحت ضغط كبير، بعدها جاءت له فرصة عمل أفضل في شركة أخري، ثم بدأ عمله الحر بشكل أفضل وقام بالعمل مع الكثير من الأماكن وبدأ بالعمل على نفسه وتحسين ذاته، كما بدأ بالعمل مع فريق شباب للرفق بالحيوان وهو "رفقه" ولكن فشل بعد خمسة أشهر، والكثير من الفشل في صغره أفاده في عمله.
فكرة التدوين الصوتي جاءت من خلال حبه للكلام ورغبته في تقديم محتوى، وفي البداية كان يسجل من خلال الهاتف وبعدها قام بشراء ميكرفون، منذ شهر يوليو الماضي كان يعمل فقط في عمله الخاص فجاء له عرض من شركة سعودية فوافق، مع كل هذا الضغط الكلية والعمل بالشركة وعمله الخاص والبيت والغربة ما زال مستمر بالتوازن بين كل شيء.
خلال هذه الرحلة كان هناك الكثير من العقبات التي تواجهه وكانت الفكرة في السيطرة عليها حتي لا تؤثر عليه. حينما زادت شهرته وبدأ بتقديم محاضرات للشباب عن كيفية البدأ في التصميم، وأيضاً هناك فرص كثيرة تأتيه من القاهرة ولا يستطيع استغلالها وأيضاً تأتي بعض الأوقات ويتعب ويسأل نفسه هل أنت سعيد بهذا؟ ولكن نعم هو سعيد وناجح وراضٍ عن عملة جداً، اشترك في افتتاح طريق الكباش في الأقصر وهذا السبب في توقف "رفقة"، وبدأ تسجيل التدوين الصوتي أول مرة في طريق الكباش وهذا لعدم توفر وقت، وأول شهر قام بتسجيل ثلاث حلقات ووصل عدد الإستماع له إلى مئة أربعة وأربعين مستمع، واكتشف بعد عدة أشهر من الإستمرار والتسجيل واستضافة الناس أنه حقق أربع آلاف استماع ووصوله لهذا بعد ثلاثين حلقة كان نجاح كبير له، وهناك قاعدة في حياته وهي لماذا لا ؟ أي لو يرغب بعمل شئ يفعله إذا كان يرغب بالسفر يسافر، إذا كان يرغب بأخذ راحة يفعل هذا، وهذا أعطاه الكثير من التجارب والخبرات.
الداعمين له في البداية كان عائلته فقد ساعدوه وأعطوا له حرية التجربة والانطلاق، وأيضاً هناك صديقه المقرب معه من الصف الثاني الثانوي، ويرى أن رزقه الأكبر في أصدقاءه سواء من الصغر أو الآن ما زالوا دعم كبير له.
على مدار حياته يقول أن لا أحد يبدأ وهو مقتنع تماماً بالنتيجة، وليس من الضروري إتباع قواعد المجتمع، التخطيط مهم ولكن التخطيط أكثر من اللازم خطأ كبير، ابدأ من الآن وخذ خطوات في طريقك، كل شخص يمشي بالطريق الذي يحبه ويصل للنهاية التي يحبها.
وهذا أثر المهندس أدهم، ننتظر أثرك.
بقلم/ إسراء الشيخ.
مراجعة/ منار حمدي.